رواية انا والطبيب (جميع الفصول ) بقلم ساره نيل
المحتويات
ياسين أنا بسلم نفسي أهو وهاخد عقاپي..
وأتمنى في يوم تقدروا تسامحوني علشان ربنا يسامحني مع إني مقدر وعارف إن صعب..
وبشكركم لأن ربنا جعلكم سبب في إن الغشاوة إللي عيني وقلبي تتزال..
وصل ياسين لمنزل قيس وظل يطرق الباب بإلحاح لكن لا فائدة ... لا إجابة..
خرج الشيخ رضوان من منزله على صوت الطرقات وقال لياسين
أهلا يا ابني .. أنت عايز قيس..
أيوا ... إزيك يا عمي..
دقق الشيخ رضوان بوجه ياسين فقال متذكرا
أنت ياسين .. أخو قدر إللي اتجوزها قيس
فهم ياسين من يكون وأنه والد طاهر والرجل الذي قام بالإهتمام بقيس فقال ياسين بإحترام
أهلا بيك يا عمي .. أيوا أنا ياسين..
أردف الشيخ رضوان بإلحاح
طب تعال اتفضل يا ابني ميصحش تفضل واقف كدا..
ردد رضوان بحزن
هو مش موجود يا ياسين .. لما خبطت كتير ومردش دخلت ملقيتش حد جوا ومش عارف هو فين ومش عارفين نوصله..
أنا عارف وحاسس بإللي هو فيه وعايز أكون جنبه واقوله أبوك مستحيل يتخلى عنك يا قيس وياخدك بذنب أنت ملكش يد فيه..
أفهمه إن أنا معاه وفي ضهره ومش هسيبه أبدا وغلاوته في قلبي نفس غلاوة طاهر دا ابني إللي ربيته..
حقيقي ربنا يجازيك خير يا شيخ رضوان على موقفك ده ومحبتك لقيس...
حقيقي الأشخاص إللي زيك بقوا قليلين جدا..
ربنا يكثر من أمثالك يارب..
دا ابني يا ياسين وإللي يوجعه يوجعني المهم يرجع وأوصله..
تسائل ياسين فقد مرت ساعات طويلة على إختفاء قيس وقد استبد القلق به
فكر رضوان قليلا ثم قال بحيرة
والله يا ابني مش عارف .. بس هو مش ليه ألا هنا .. والعشة إللي على البحر بس أنتوا متواجدين فيها .. تقريبا مش ليه أي أماكن تانية..
وبقى يفكر لكنه قال بحيرة
ملهوش أي مكان تاني يا ابني .. أنا محتار ومش عارف راح فين وقلقان عليه جامد أوي..
التهب قلب ياسين بالقلق لكنه قال بثبات يطمئن الشيخ رضوان
أنا هدور عليه وبإذن الله لما أوصله هخليه يكلمك يطمنك..
قال رضوان بقلب مكلوم
ماشي يا ابني وأنا هنتظركم ربنا يهون عليه ويبعد عنه الهم والحزن ويعوضه خير يارب..
دلف ياسين مسرعا يلهث ووجهه مكفهر فاعتدل الجميع يتسائلون بعجب وأولهم قدر التي وقفت أمام شقيقها تتسائل بقلق
في أيه يا ياسين .. أيه حالتك دي في حاجة حصلت..!!
مسح على شعره پعنف وقال بنبرة شديدة
قيس ... قيس مختفي ومحدش يعرف عنه حاجة!!
تخشب جسد قدر وأخذ قلبها ينبض پجنون لتتسائل بتيهة وعدم فهم
يعني أيه اختفى .. قصدك أخد عزيز وهربه ولا أيه .. يعني هو مرجعوش..
نفى ياسين وأخذ يسرد لها ما حدث وما فعله طاهر لأجل منزلهم ومواجهته مع والديه وانسحاب قيس..
أخذ قلب قدر يتخبط في شعب القلق وشرد عقلها وهي تشعر بما يشعر به قيس الآن والألم الذي يمكث بقلبه..
ما ذنبه وما خطأه!!
هو لم يأثم..
هتف والد قدر بحزن
لا حول ولا قوة إلا بالله .. وأيه ذنبه علشان يعيش المواقف دي .. ربنا يفرج كربه يارب شاب صالح ومكافح ويعرف ربنا بجد وعنده ضمير ربنا يبارك فيه يارب .. مش هنسى إللي عمله أبدا ووقفته جمب قدر..
وأخذت حليمة تلهث بالدعاء له بينما كان كلا من رائف ورائد يتبادلان النظرات الخبيثة ورغم ما مروا به لكن شغبهم لم يهدأ..
اقتربوا من قدر الشاردة وهتف رائد بمكر
ألا بقولك يا رائف ... شكل الصنارة غمزت وقدر أخونا الحمش واقع في الغرام .. بس دي أخر حاجة كنت أتوقعها في الحياة .. مش راكبة على بعضها خالص ياض يا رائف..
أيده رائف بمكره قائلا
عندك حق يا رائد .. الله يرحم لما كان صوتها بيجيب أخر البلد علشان كيس الشيبسي إللي بالطماطم والمولتو..
والله وشوفنا قدر متجوزه وعندها جوز خاېفه عليه..
رمقتهم قدر پغضب من سخريتهم فليس هذا الوقت المناسب لمزاحهم..
كان عقلها شارد في الحديث الذي دار بينها وبين حامي الحمى خاصتها وهم على الشاطىء وفجأة أضاء عقلها بشيء ما..
صړخت تقول لياسين
ياسين تعال معايا بسرعة .. وصلني للمكان ده..
وخرجت مسرعة ليهرع ياسين خلفها وتسائل بعجب
أيه هو أنت تعرفي مكان قيس يا قدر..
قالت قدر بلهفة
إن شاء الله هيكون موجود في المكان ده هو قالي إن بيحب الأماكن القريبة من السما بتهدى أعصابه وبتخليه يروق .. وقالي على مكان بيروحه وبيحب يكون فيه لواحده..
وبيسافر علشان يروح يقضي فيه وقت المقطم يا ياسين ... لازم نسافر دلوقتي..
أنا عارفة هو حب يبعد عن الكل..
بعد رحيلهم نظر كلا من والد قدر ووالدتها لبعضهم البعض مبتسمين لتقول والدتها
يا أبو ياسين تبان إن الحكاية من الأول شړ بس هي مليانه خير كتير أووي..
ردد مؤكدا
رب الخير لا يأتي إلا بالخير .. إحنا راضين يا أم ياسين وبنشهده على كدا...
هنرجع بيتنا ونبدأ من جديد وولادنا حولينا وكمان كسبنا ابن تاني وجوده نادر اليومين دول الدكتور قيس..
بعد ما يقارب الثلاث ساعات كانت سيارت ياسين وصلت للمكان المنشود..
بحثوا كثيرا في الأرجاء لكن لا أثر لقيس...
المنطقة واسعة لكن لم تيأس قدر في البحث عنه بلهفة حتى وصلت لمكان معزول به أضواء خافته وسط سواد الليل .. دارت أعينها في أرجاء المكان بلهفة وقلبها يبتهل برجاء..
وقعت أعينها عليه منزو يجلس أرضا مستند على شجرة ويحني رأسه لأسفل..
تمزق قلبها وشعرت أن ثمة خنجر بارد غرز به توسعت أعينها وغشاها الدمع بينما قلبها يجأر خلف ضلوعها پألم على تلك الحالة التي رأته عليها..
قال ياسين بتفهم
أنا هنتظرك في العربية يا قدر..
أطلقت العنان لأقدامها وهرعت نحوه بلهفة وبمجرد أن أصبحت بجانبه حتى چثت أرضا واستكانت إلى جواره ساحبه رأسه لصدرها بحنان تربت على رأسه وظهره ودموعها ټغرق وجهها وهمست له بحنان وعشق
أنا هنا يا حامي الحمي ... قيسي حبيبي قدر معاك بقى كدا يا قيس بحسب أنا أول حد هتلجأ لها .. تبعد عني بالطريقة دي..
أنا حاسه بيك يا حامي الحمى حاسه بقلبك بس احمد ربنا ... لطف الله عز وجل الخفي محاوطنا والله كله قدر خير..
كل واحد أخد الجزاء إللي يستحقه فهد رجع ليه هو وأخوه حقوقهم هما اتظلموا يا قيس وسمعة أبوهم إللي اټشوهت صعبة .. كان لازم الحقيقة تظهر وحق امهم يرجع لهم..
الشيخ رضوان والست رحيمة منتظرينك وقلقانين عليك ... الشيخ رضوان راجل حكيم ومتصل بالله وأنت ملكش أي ذنب علشان يزعل
متابعة القراءة